قبل سنوات طويلة وفي مثل هذا الشهر الكريم، كنت أستمتع بالذهاب إلى الحرم المكي قبيل الإفطار، وأصل بسيارتي إلى باب الملك عبد العزيز، وأوقفها أمامه، ثم أنزل فأدخل وأطوف سبعا، ثم أفك الريق وأصلي المغرب جماعة أمام الكعبة المشرفة، ثم أركب سيارتي الواقفة بسلام، وأعود إلى المنزل لأتناول الفطور مع الوالدة رحمها الله وأسكنها جنات النعيم.
صورة قد ترفع ضغط الكثيرين مقارنة بما يعانونه الآن.
فتح باب العمرة فتح أبوابا كثيرة للرزق، وأتاح للمسلمين من كل أنحاء العالم العمرة والزيارة ليصبح الموسم ثمانية شهور غير موسم الحج، وهذا أدى إلى ما نراه من حشود بشرية ضخمة حول وداخل الحرم وطرقات أم القرى على مدار العام. المشكلة ليست هنا، وإنما للذين يأتون من خارج مكة المكرمة، حيث يضطرون إلى المرور على نقاط التفتيش وهذا أمر طبيعي، ولكن غير الطبيعي تكدس السيارات وتعطيل المصالح من خلال عدم فرز سيارات المعتمرين عن سيارات الآخرين من أهل مكة المكرمة، أو الذين يصعدون إليها لأسباب غير العمرة.
الصديق المهندس إبراهيم حسين موسى توفيت والدته رحمها الله في الأسبوع الأسبق، وصعدوا بها للدفن في مكة المكرمة فوجدوا صعوبة شديدة بسبب عدم وجود نظام ومسارات خاصة لإيقاف سياراتهم فيها ونقلهم بحافلات إلى الحرم وهذا إجراء طبيعي لا غبار عليه، غير أن المفروض أن تخصص مسارات لغير المعتمرين، فمن المفترض أن يحترموا التعليمات ويحرصوا على دخول المواقف طوعا، وليس التهرب منها للدخول إلى مكة بسياراتهم.
نحتاج إلى وعي وطني يحترم الأنظمة ويساعد الجهات المسؤولة على الانضباط وحفظ الأمن. وفي المقابل لا بد من جهد منظم من المرور وتكثيف حملات التوعية، خاصة أن أمامنا موسم الحج والصراع بين رغبة الكثيرين في أداء الشعيرة مع مخالفة صريحة للنظام!
* مستشار إعلامي
ص.ب 13237 جدة 21493 ـ فاكس: 026653126
Hamid_abbas@yahoo.com